19‏/12‏/2014

استخلاف الله للإنسان في الأرض


 "وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لا تَعْلَمُونَ" (البقرة:30).

باختصار وبعيداً عن الفلسفة،،

إن استخلاف الله للإنسان كان أمراً من الله _سبحانه_ للبشر بعمارة الأرض وخلافته فيها، وتطبيق ما أمر بتطبيقه الله من شرائع وأحكام لتسير عليها البشرية إيماناً منها بأن في هذه التعاليم الخير والسعادة لها.

والخلافة هنا بصورة عامة للبشرية وليس لفئة أو طائفة محددة من الناس، ولذلك سخر الله كل ما في الأرض لبني آدم بغية العمل الصالح الذي من شأنه تعمير الأرض وعمل كل ما يعود بالخير والنفع للأرض والانسان على حد سواء،، وليس كما قال الملك الحق:
" وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيِهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الفَسَادَ@ وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ@"

فوجود الإنسان على الأرض لمدة من الزمن إنما هو تهيئة لمرحلة ما بعد هذه الحياة وهو البعث والحساب، حيث يكون الميزان يومئذ "فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره".

قس كل ذلك على نفسك أولاً، ثم على من حولك.. وحقق هدف خلافتك في الحياة..


أ/ ياسر الرضمي