05‏/07‏/2011

هل اليمن فقيرة


بقلم الباحث: أ/ ياسر الرضمي

من المعروف أن اليمن مصنفة كأفقر الدول العربية ومن أفقر دول العالم رغم ما تملكه من ثروات تمكنها من التصدر إلى قائمة الدول المكتفية ذاتياً، بل وعلى درجة جيدة من الرفاهية، وتتمثل هذه الثروات بالثروات الطبيعية والموارد البشرية أهمها ما يلي:

(أ)الثروات الطبيعية:
1- البترول والديزل والقاز: الذي لم يعرف كمية استخراجه وتصديره منذ اكتشافه إلى اليوم رغم كثرة النقاشات حول هذا الموضوع في مجلس النواب وغيره.
2- الغاز: وتمتلك اليمن ثاني أكبر مخزون غاز في العالم بعد دولة قطر.
3- الثروة السمكية: وتعد اليمن من أغنى دول العالم في هذا المجال وذلك لموقعها على البحرين الأحمر والعربي ، وتحكمها بمدخل البحر الأحمر عبر مضيق باب المندب ، فضلاً عن الجزر اليمنية البالغ عددها 182 جزيرة.
4- المعادن: وتمتلك اليمن ثروات معدنية كبيرة لا يستهان بها في الجبال والوديان والمناطق الساحلية وغيرها , ولكن اليمانيون لا يعلمون شيئاً عن تلك الثروات المتنوعة بين الذهب والنحاس والأحجار الكريمة وأنواع أخرى من المعادن النفيسة، وهذا ما أكده لي عدد من الجيولوجيين اليمنيين.
5- السياحة الطبيعية: ويتمثل ذلك بالمناظر الطبيعية التي تعج بها بلاد اليمن والتي يمكن استثمارها في عدة مجالات.

(ب) الثروات/ الموارد البشرية :
1- السياحة: من المعروف أن اليمن يزخر بأقدم الحضارات البشرية، والشواهد والدلائل على ذلك كثيرة، وما زال العديد من آثار اليمن في وضع مندثر ومتناثر مما عرض بعضه للتلف والسرقة، ناهيك عن معظم المواقع الأثرية التي إما مهملة أو لم تكتشف بعد.
2- الصناعة والإنتاج: ومنذ القدم عرف اليمانيون بأشهر الصناعات مثل" البردة ، النصل اليماني أي السيف " وإلى اليوم مازالت صناعة الحديد والصناعات الجلدية وبعض المنتجات الغذائية والملبوسات ، أضف إلى ذلك العقيق اليماني المميز والمعروف، فضلاً عن العسل اليماني بكل أنواعه وهو الأجود عالمياً خصوصاً الدوعني، وتنتج اليمن كميات كبيرة من العسل ولكن لماذا لا يتم الإهتمام وتطوير ذلك، وتطير كافة أنواع الصناعات؟
3- الزراعة: يظن البعض بأن اليمن ليست زراعية متناسياً أن اليمانيون زرعوا السهول الوديان بل وأنهم أول من قهروا الطبيعة عندما زرعوا الجبال باستحداث المدرجات الزراعية، فمعظم أرض اليمن زراعية فاشتهر من منتجاتها البن وهو الأجود والأغلى في العالم إلى يومنا هذا، كما أن اليمن تنتج من أجود أنواع الفواكه في العالم مثل العنب، فضلاً عن المنتجات الزراعية الأخرى التي تصدر إلى بعض دول الجوار.
4- الجمارك والضرائب: وما أكثر تلك الأموال التي تؤخذ في هذا المجال والتي من شأنها عمل الكثير لرفع المستوى المعيشي، ولا يخفى على أحد حجم الأموال التي تجنى من الضرائب من الناحية الزراعية والصناعية والتجارية وغيرها وهذه النقطة تحتاج موضوعاً بحد ذاته لكثرة الحديث عنها.
5- الاستثمارات والقطاعات الخاصة: وتعتبر من أهم المصادر التي ترفع مستوى المعيشة لأي بلد في العالم لما تتميز به من أنشطة اقتصادية مختلفة، ولكن في اليمن المستثمرين هربوا بسبب شركاء الحماية، والقطاعات الخاصة بالكاد تقاتل لتتجاوز عقبة الضرائب المرتفعة والفساد المالي والإداري في كافة القطاعات الحكومية.
6- المساعدات: تتلقى اليمن مساعدات مختلفة من عدة دول ومنظمات عالمية ، بل وحتى من كبار التجار ورجال الأعمال ويتمثل كل ذلك في:
أ)مساعدات مالية: تتلقى اليمن مساعدات بمبالغ مالية كبيرة جداً تدفعها دول الخليج وأمريكا ودول الإتحاد الأوربي وتقدر بمئات الملايين من الدولارات سنوياً، ولمعرفة ذلك بشكل أكبر انظر لتقارير الدول المانحة لليمن.
ب) المنشئات والمشاريع: وهناك الكثير من المنشئات والمشاريع التي تكفلت دول مختلفة بإعدادها مثل الطرقات والمرافق الحكومية والمدارس والمستشفيات والوزارات وغيرها من المرافق الحكومية، كما أن هناك مشاريع لم تنجز لسبب أو لآخر كتلك التي قدمت كمشاريع وهمية من قبل مسؤوليين في الدولة.
ج) مساعدات عينية: وتقدمها بعض الدول والمنظمات، ويتمثل ذلك في الأدوية والمعدات الطبية، والأدوات العسكرية والتكنولوجية، ومعونات إنسانية مختلفة.

والأسئلة التي تضع نفسها هنا:
أيعقل بعد كل ما ذكر أن تكون اليمن دولة فقيرة؟ ألا يستحق هذا الشعب المسكين أن يعيش عيش الكرماء؟ أهو غباء أم تغابي حينما نعلم كل ذلك ونقف إلى جانب النظام الذي جعلنا أفقر العرب بسرقة تلك الثروات واقتسامها فيما بينهم؟ أم أنها لعنة المناضل الثوري – الثلايا – الذي قال قبل إعدامه "لعن الله شعباً أردت له الحياة وأراد لي الموت."؟؟

بقلم الباحث:
أ/ ياسر الرضمي


عذراً: عند نقل الموضوع يرجى كتابة المصدر 


لمزيــد من المواضيــع
                             يرجـى تصفح أرشيف المدونة يمين الصفحـة