07‏/09‏/2013

أسباب ومعوقات تعليم الفتاة

في العصر الذي يشهد تطوراً علمياً كبيراً في العالم أجمع وما يقابله من سهولة الالتحاق بالمؤسسات التعليمية التي تحظى بإقبالاً واسعاً من كلا الجنسين -ذكوراً وإناثا- انطلاقاً من ضرورة وأهمية التعليم ودوره في بناء الفرد والمجتمع، من المؤسف حقاً ما يواجهنه عدد من الفتيات اليمنيات من معوقات وصعوبات أمام فكرة تعليمهن في ظل وجود بعض الأهالي -خصوصاً في المناطق الريفية- الذين يتفاوتون بين من يرفض فكرة تعلم وتعليم الفتاة، وبين من يكتفي بتعليمهن مراحل دراسية محددة فقط، ويعزى ذلك لوجود أسباب ومعوقات تقف حجرة عثرة أمام التحاق الفتاة بالتعليم وأهمها ما يلي:

1- الفقر :
ويقع الفقر على رأس قائمة الأسباب التي تعيق وتمنع تعليم الفتاة وخصوصاً عندما يكثر عدد الأولاد الذكور إلى جانب كثرة الإناث مما يجعل الأب أو ولي الأسرة لا يقدر على تحمل نفقات تعليم أولاده كلهم الذكور والإناث من التعليم ويكون مضطراً إلى حرمان الفتاة من التعليم مقابل اهتمامه وإصراره على تعليم أولاده الذكور وحرمانه للإناث من التعليم وتكثر هذه الظاهرة في الريف أكثر منها في الحضر نظراً لاحتياج الفتيات للقيام بالأعمال المنزلية والأعمال الزراعية أثناء مواسم الزراعة والحصاد.

2- قـلــة المؤسسات التعليمية وبعـد المسـافـة:
تعد مشكلة قلة المؤسسات التعليمية واحدة من أهم المعوقات التي لا تواجه المرأة فحسب، بل والذكور أيضاً، تحديداً في المناطق الريفية حيث لا تتوفر المدارس والجامعات كما يجب، وكذلك عدداً من المدن التي لا تتوفر فيها الكثير من التخصصات المطلوبة، الأمر الذي يجبر من يرغب بالتعلم إلى الانتقال إلى مدن أو أماكن بعيدة، وبالتالي تشكل مشكلة المسافة عائقاً كبيراً أمام العملية التعليمية في تلك المناطق.

3- التعليم المختلط :
وتتمثل ظاهرة التعليم المختلط في مرحلتي التعليم الأساسي والثانوي ثم ما بعدها، وتفادياً للوقوع المحظور يضطر بعض الآباء إلى حرمان الفتاة من التعليم، أو يقتصر تعليمها وحصولها على شهادة التعليم الأساسي أو الثانوي، وتعد هذه الظاهرة أكثر انتشاراً وتوسعاً في الريف أكثر منها في الحضر نظراً لعدم وجود مدارس خاصة بتعليم الفتاة وكذلك لعدم وجود فصول أو قاعات خاصة بتعليمها في المدارس والجامعات المختلطة.

4- الزواج المبكــر:
وهو الأكثر وقوعاً وفعالية في المجتمع اليمني على وجه الخصوص، فالزواج المبكر للفتاة الذي يتراوح بين سن ( 12 – 18) يؤدي إلى حرمان الفتاة من إكمال تعليمها نتيجة لزواجها المبكر حيث تصير ربة بيت في سن مبكر وتتحمل المسؤولية قبل أوانها، وأكثر ما تكون هذه الظاهرة أوسع انتشاراً في أرياف القرى اليمنية.

5- ضعف دور الدولة:
 حيث أن دور الدولة ضعيف في المساهمة في تدعيم عملية التعليم عموماً وتعليم الفتاه على وجه الخصوص، ويكمن ذلك في صعوبة الالتحاق بعدة مؤسسات تعليمية نظراً للشروط المعقدة أو الرسوم الباهظة، إضافة إلى عدم الرعاية أو الاهتمام  بالطلبة المتميزين، وضعف وجود مختصين في علم النفس والاجتماع يعملون في المدارس على حل كافة مشاكل الطلاب والطالبات خصوصاُ النفسية والاجتماعية، ومن ثم القيام بالتوجيه، إضافة إلى اكتشاف وصقل المواهب، وغيرها من الأمور التي تظهر ضعف دور الدولة في دعم وتشجيع العملية التعليمية.

6- ضعف الوازع الديني والوعي الثقافي:
لقد حث الدين الإسلامي على التعليم وعدم التمييز في طلب العلم بين الرجل والمرأة، وجعل طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة، بالإضافة إلى أن الدستور اليمني يضمن حق تكافؤ الفرص للجميع إناثاً وذكوراً بما فيها حق التعليم، بيد أن الجهل وضعف الوعي بأهمية التعليم لدى بعض المواطنين جعلهم ينظرون إلى أن تعليم الفتاة ليس بالضرورة؛ لأن عملها ينحصر في المنزل الذي كنتيجة حتمية لها مهما تعلمت. وتشمل هذه المعضلة كلاً من أولياء الأمور والفتيات، حيث أن بعض أولياء الأمور يفتقرون إلى الوعي الثقافي بل وحتى الديني بمكانة المرأة وأهمية تعليمها ودورها في بناء الأسرة والمجتمع، بل والقصور في التربية الدينية القائمة على الحشمة وحسن الخلق، والتوعية بكافة أضرار العلاقات الغير مشروعة مع تعريف الفتاة بمكانتها وقيمتها الغالية، وبالتالي منحها الثقة لتعليمها، وكذلك ما يتوجب على الفتاة بأن تكون قدر تلك الثقة الممنوحة لها عبر لبس ثوب الأدب والحشمة والعفة والطهارة لأن خروجها عن هذا الإطار سيؤدي دون شك إلى حرمانها من التعليم.

7- المضايقات والمعاكسات
هناك ثمة معاكسات ومضايقات تتعرض لها الطالبات من قبل الطلاب أو غيرهم، وتمثل عائقاً كبيراً أمام الفتاة في ظل غياب الضوابط الأمنية والأخلاقية، لذلك يرى بعض أولياء أن الحل الوحيد هو منع الفتاة من مواصلة التعليم.

8- العادات والتقاليد
ويكمن ذلك في القيود التي تفرضها العادات والتقاليد على المرأة الريفية في ظل غياب دور مجالس الآباء والأمهات في توعية المجتمع، فهناك الكثير من العادات التي تبعد الفتاة عن الالحتاق بالتعليم كالانشغال بأعمال المنزل، أو رعي  المواشي بالإضافة إلى مشكلة معظم أفراد الأسرة - ذكور وإناث - ممن لم يكملوا تعليمهم فيكون موضوع تعليم الفتاة لا قيمة له بالنسبة إليهم لأن فاقد الشيء لا يعطيـه.



حلول مقترحة لتمكين تعليم الفتاة

من المؤكـد أن هناك عدة حلول لمعالجة مشكلة تعليم الفتاة، وذلك عبر اتخاذ خطوات مشتركـة من قبل كلاً من الدولة والمجتمع تتلخص أهمها فيما يلي:

1- توفيـر مؤسسات تعليمية خاصة بالفتيات للحد من التعليم المختلط الذي يجبر بعض الأسر على حرمان الفتاة من التعليم خصوصاً في المناطق الريفية.

2- مجانيـة التعليـم وتحمل كل النفقات والرسوم الدراسية لضمان تعلم وتعليم الفتاة والتحاقها بالتعليم وعلى ذلك يكون تعليم الفتاة فرضاً إلزامياً.

3- دعم الأسر الفقيرة بكافة الوسائل التعليمية، والمستلزمات الدراسية مثل الكتب والدفاتر والمناهج، وكذلك الأدوات والمستلزمات المدرسية

4- تعزيز دور الدولة في توعية الطلاب والطالبات والاهتمام بهم خصوصاً المتميزين والموهوبين منهم دون تفريق بين ذكر وأنثـى. إضافة إلى دعم وتشجيع العملية التعليمية، حيث يمكن للدولة أن تدعم التعليم وتسهل من إجراءاته خاصة للأسر ذات الدخل المحدود فمثلا يمكن أن تحفز الدولة الأسر على التعليم بوضع محفزات مثل من لدية أربعة أطفال تعفي اثنين منهم من الرسوم الدراسية بحيث يدفع لاثنين ويسمح للآخرين بالالتحاق بالتعليم مجانا.

5- التوعية التربوية لأولياء الأمور لتحفيزهم على تعليم المرأة ومنحها الثقة لإكمال تعليمها في أي مؤسسة تعليمية بلا استثناء، مع مراعاة دور الوالدين في تعميق التربية الدينية والمتابعة والتوعية للفتاة التي يتوجب عليها أيضاً الالتزام بالحشمة والعفة والطهارة.

6- تفعيل عملية ردع المعاكسين للفتيات من قبل الجهات الأمنية ومشايخ ووجهاء المنطقة ومدراء المدارس.


بقلم الباحث:
أ/ ياسر الرضمي


                      لقـراءة المـزيد مــن المــواضيـع يرجــى تصفــح الأرشيــف يمين الصفحة

27‏/08‏/2013

الفساد بين المسؤولية الفردية والجماعية


عند الحديث عن اي شكل من أشكال الفساد الذي تقترفه شخصية فإنه يمثل مسؤولية فردية يتحملها الشخص الفاسد مهما كان انتمائه السياسي أو الديني أو القبلي أو الاجتماعي، تحديداً إذا وجد استنكاراً وتنديداً لذلك من قبل الجماعة التي ينتمي إليها هذا الفرد، والسبب هو أن المفسد قد عمل عملاً خارجاً عن إطار معتقدات ومبادئ الجماعة.

فليس من العقل ولا المنطق أن نحكم على جماعة بأسرها بالضلال والفساد بسبب ما يقترفه فرد ينتمي إليها استناداً الى المقولة الخاطئة "الحسنة تخص والسيئة تعم" وإلا لحكمنا على  كل المسلمين بالنفاق لأن المنافقين طالما كانوا موجودين في صفوف المسلمين منذ انطلاق الدعوة الاسلامية بقيادة النبي صلى الله عليه وسلم وهذا أمر لا يصح بدليل قوله تعالى: "كل نفس بما كسبت رهينة"، وقوله جل شأنه: " ولا تزر وازرة وزر أخـرى".

أما عندما يقترف الشخص أي خطأ أو مفسدة وبموافقة وتأييد الجماعة التي ينتمي إليها فإن ذلك لا يعد مسؤولية فردية فحسب، بل مسؤولية جماعية لوجود أطراف مناصرة للشخصية الفاسدة، وهو ما يؤكد عدم خروج المفسد على معتقدات ومبادئ جماعته.

ومن هذا المنطلق، سيتفشى الظلم وأنواع الفساد إضافة إلى المحسوبية والفقر والبطالة، وبالتالي لن تتوانى هذه الثلة الفاسدة في ارتكاب أشكال عدة من الانتهاكات اللفظية والجسدية ضد كل من يناهض فكرها ومساوئها معتمدة في ذلك على سياسة التضليل وتزييف الحقائق لتبرير مساوئها وتلميع صورتها أمام العامة.

بقلم الباحث:
أ/ ياسر الرضمـي

المدونة التعليمية


عزيزي الزائــر

لتصفح العديد من المواضيع التعليمية للغة الإنجليزية
والحصول على ملخصات لكل درس ،
إضافة إلى عدد من المواضيع الثقافية العامة والبرامج..

يرجى الدخول على الرابط التالي:




المدونـــة التعليميــــة




وتقبلوا خالص التحية والتقديـر،،

أ/ ياسر الرضمــي

18‏/07‏/2013

لماذا نفتخر كوننا يمانيون

                                         لماذا نفتخر كوننا يمانيون

هذا هو السؤال الذي يجب أن يعرف إجابته كل الناس بشكل عام، وأهل اليمن بشكل خاص، فلو عرفنا فضائلنا وحضاراتنا وأمجادنا لأحببنا بلدنا وافتخرنا به وبالانتماء إليه، ولعملنا على تطويره وبناءه والحفاظ عليه، وهذا ما  يجب أن ندركه ونزرعه في أنفسنا وأبناءنا في الوقت الحاضر، الأمر الذي سيؤتي أكله ولو بعد حيـن، خصوصاً أمام ما يعانيه هذا البلد وأهله من أوضاع لا يحسدون عليها في عدة مجالات بسبب أطماع ومصالح داخلية وخارجية، وتجاهل الكثير من أهل اليمن وغيرهم لمكانة هذا الشعب العظيم وفضائله ومنجزاته عبر التاريخ. وقد ذكرنا في مقال سابق - حب الوطن - أن الإنسان يستمد فخره واعتزازه بوطنه من خلال معرفته بتاريخه وأمجاده فينتج عن ذلك حبه لوطنه، وبالتالي العمل لأجله والحفاظ عليه وعلى مكتسباته فمن لا تاريخ له لا حاضر له. ومن هنا، كان لزاماً علينا توضيح هذه الحقائق التاريخية المتعلقة بهذه القضية الهامة.
** نحن اليمانيون منذ أن خلقنا الله كنا والحكمة والإيمان صنوان لا نذكر إلا ويذكران ولا يذكران وإلا ونذكر. شهد بذلك خير رسول ونبي مصطفى من بني الإنسان عليه صلاة الله وسلامه على مر الأزمان عمرنا أرضا طيبة حبانا الله إياها .. بما آتانا واختصنا به من حكمته فتحولت الصحارى بنا إلى قيعان ومروج خضراء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها .. حين كان غيرنا ممن حولنا من الأعراب يتتبعون مساقط القطر علهم يعثرون في غدران مياه خلفها بعض ماء به يحيون وتحيى بهائمهم كنا نحن نتصيد القطر ونصنع من فجاج الأرض سدودا تمنعه من الجريان فلا يجري بعدها إلا متى نشاء وكيفما نشاء .. تحولت على أيدينا جبال أرضنا الوعرة تلك التي هجر أمثالها سوانا إلى مدرجات خضراء تنبت بالخير والجمال وتمنحنا خيرها وثمرها كل حين بإذن الله .

** نحن اليمانيون مدننا أقدم مدن على وجه الأرض .. أشدنا قصورها .. ورفعنا عروشها .. وأسسنا حرفها وصناعاتها وحفظناها..فنحن أصحاب إرم ذات العماد التي لم يخلق مثلها في البلاد .. ونحن بناة غمدان .. وسد مأرب .. وعرش بلقيس .. وعجائب الآيات .

** نحن اليمانيون.. حين كان الناس يلبسون المسوح و جلود الماعز وببيوت الشعر يسكنون .. كنا ننسج القطن والحرير برودا يمانيه .ونتأنق في ابتناء القصور .. وحين كان الناس يبرون غصون الشجر سهاما وأقواسا كنا نحن نصهر الحديد .. وأنواع المعادن فنصنع منها السيوف اليمانية والدروع والأواني و شتى التحف المبهرات.

** نحن اليمانيون..كنا نقيم أسواقنا في أرضنا فيقصدنا أهل الأرض ولا نقصدهم ويحتمون بنا ولا نحتمي بهم.. وكنا نبعث لكل بلاد الدنيا عبق روائح الطيب والبخور الطيبة تطيب معابدهم وأسواقهم ومساكنهم .فبنا طاب الوجود وبنا تعلم الناس شعائر التعظيم.ومظاهر السلوك المتميز ..

** نحن اليمانيون.. حين تشوقت نفوسنا للعبادة لم تنحط هممنا كي تعبد شجرا أو حجر ,ولا وحشاً او بشر .. ولكنها اتجهت إلى ما اتجهت إليه همة أبي الملة الحنفية أبينا إبراهيم عليه السلام فكانت الشمس والقمر ولا غيرهما معبودين لأسلافنا .ولأنهما آيتان من آيات الله فقد قربتنا من وحدانيته بمقدار ما قربت أبانا سيدنا إبراهيم عليه السلام .

** نحن اليمانيون كنا في تاريخ الوجود أول سفر مكتوب أطنبت كتب الله في ذكرنا فكنا نزين أسفار الحق فيما انزله على عباده من وحي الهي في التوراة والإنجيل والقرآن .. قص الله بها قصصنا وأعلم رسله بنا و ضرب لنا و بنا الأمثال فلا يعقلها الا العالمون

** نحن اليمانيون.لا يكتب تاريخ إلا وكنا أول سطوره ولا يعرف تاريخ إلا عرفنا وعرف بنا .. ذكرنا الأوائل والأواخر وتسمت أرضنا بخير أسماء سمعها الخلق فهي ارض الجنتين .. وهي العربية السعيدة .. وهي اليمن السعيد .. وهي أرض الممالك .. وهي ارض سبا.. نحتنا جبالها بيوتا وزخرفنا سهولها وسطرنا على صخورها مآثرنا وأمجادنا وأقمنا عليها عروش ممالكنا فكنا بها أولي قوة وأولي بأس شديد وكانت بنا مسكنا وكانت آية من آيات الخلاق العظيم ..

** نحن اليمانيون.. لا يرفعنا الغنى ولا يضعنا الفقر .ونحن في الحالين الأرق قلوبا والألين أفئدة .. لم يطغنا الغنى وقد دارت بنا دوراته وتعاقبت نوباته منذ القدم ولم يغونا الفقر ولا أذلنا ونحن نتزين بالفقر ونتخذه لنا حلية أسوة بسيد الوجود محمد الرسول الكريم عليه أفضل صلاة وأفضل تسليم الذي يقول ( وجعل الفقر حليتي) .. ونحن في كل حالاتنا ندور مع الحق بقوتنا وبحكمتنا ومع الإيمان حيث دارا ..

** نحن اليمانيون أهل النجدة والمروءات وأهل الفضل والكرم .. تخلقنا بها في جاهليتنا وفي إسلامنا ..وأشاد ت بها شهادات ومدائح رسول رب العالمين لنا.

** نحن اليمانيون.. حين أهبطنا الله من جنتينا اقتضت حكمة الله أن يتشابه هبوطنا مع هبوط أبينا آدم عليه السلام في الموجبات وفي الغايات . فكما أراد الله من أبينا آدم أن يعمر الأرض التي أهبط إليها ويكون خليفته فيها بعد أن علمه الأسماء كلها فقد اقتضت حكمة مولانا أن نعمر الأرض التي أهبطنا إليها بحكمتنا وعلومنا ومهاراتنا ونشيد عليها ممالكنا ونكون ملوكها فتشيع حكمة الله المودعة فينا في تلك الممالك بنا وليس بغيرنا ..

** نحن من ارض اليمن تفرقنا وفي أقصى الشام حططنا رحالنا فكانت كلها أرضنا تلك التي منها هاجرنا وتلك التي إليها ارتحلنا وكانتا مباركتين بنا .

** نحن اليمانيون حين تفرقت أيادي سبأ ومزقهم الله كل ممزق لم يذهبوا يتسولون الخلق ولم تنحط هممهم عن علوها فيتحولون إلى أعراب يترحلون كمن حولهم بل ذهبت أفواجهم بعيدا وأنفت أن تقيم في مرابع ومضارب المترحلين من الأعراب الذين هم أشد كفرا ونفاقا .. و كانت أقرب نقطة استقررنا فيها ارض الهجرة المحمدية ( يثرب ).. حيث تشابهت حياتنا التي شيدناها بحياتنا التي غادرناها .وذهبت مواكبنا ابعد من ذلك فكونت ممالك الغساسنة والمناذرة وشادت بحكمتها حضارات العراق والشام وكنا ملوكا فيها كما كنا ملوكا في أرضنا ..

** نحن اليمانيون.. ألهمنا الله بإيماننا وحكمتنا أن نكون في يثرب ناظرين ميعاد قدوم خير نبي هيأنا الله وأكرمنا لنصرته فكنا رجالا ونساء أول من يبايعه على النصرة وتبوأنا الدار والإيمان نحب من هاجر إلينا من المؤمنين نؤثرهم على نفوسنا وان كان بنا خصاصة

** نحن اليمانيون.. حين جئنا الرسول الأكرم وفودا مؤمنين كنا نرى الناس يسألونه مسائل شتى تختص بدنياهم وأخراهم فكان اختيار سؤالنا نحن له .. ما أول هذا الأمر يا رسول الله ؟ فالتفت إلينا بكليته وكان يعلم أي قمة سامقة بلغها اليمانيون وعم يتساءلون !!.. فأجابنا وقدعلم مايراد وعلمنا ما طواه لنا من حقائق في مختصر ما أجاب حين قال .. _ كان الله ولم يكن شيئ معه وكتب في الذكر كل شيئ ..!! فكنا أكرم السائلين ..وكان هو أكرم المسئولين

** نحن اليمانيون.. أهدينا الإسلام ورسول الإسلام طريقتنا في التحية والسلام بمصافحة الأيدي و كان الناس يسجدون لبعضهم ليعبرون عن عواطفهم وبعضهم يتناقرون بالأنوف كالطير .. وبعضهم لا يفعل شيئا.. فامتدح المصطفى عليه السلام طريقتنا هذه وأهداها وهدى بها المؤمنين وحملها المؤمنون إلى كل أبناء البشر فهي هديتنا للخلق أجمعين ..

** نحن اليمانيون.. مع الحق ندور حيث دار .. شورانا مع حكامنا منذ الأزل نصغي إليهم ويصغون إلينا .. يستلهمون منا حقائق مواقف الشرف والرجولة والإيمان .. التي نرضاها لهم ويرضونها لنا ونرضاها لأنفسنا فلا يذلون لجبار إن أراد أن يذلهم ويذلنا في باطل ولا يمتنعون ولا نمتنع عن نصرة حق مخافة عقاب أحد أو شماتة أحد أو غضب أحد أو تغير ودّ أحد.

** نحن اليمانيون.. ألزمنا الله حقائق ما نفعل ونقول وامتدح ثباتنا عليها في الدنيا وفي الآخرة .. وإلا فأي معنى يكون للحكمة وما الإيمان إن خذلنا حقاً أو نصرنا باطلاً ؟؟.. وأي وسام سنستحقه إن لم يكن الحق أحب إلينا من كل شيئ دونه؟ وأي قوة وأي بأس شديد تلك التي لم ترفع حقاً مضيعاً أو تضع باطلاً مستأثراً ومتبعا ..؟؟

** نحن اليمانيون.. جعلنا الله مدار كل حق وموطن كل ثبات حين تختلط المسائل وتشيع الفتن قال لنا ولغيرنا على لسان رسوله الكريم ( إذا هاجت الفتن فعليكم باليمن ) و فهمها أولو الألباب على أنحاء شتى .. تجمعها معاني الكلم التي أو تيها خير من نطق بالضاد ومن أوتي جوامع الكلم .. فعلم العالمون أن في اليمن ولزومها بعد عن الفتن وعلم آخرون أن في اليمن وأهلها من يرجى لتجنب الفتن وعلم آخرون أنها رباط الإيمان فلا يفرط بها المؤمنون ويحافظون عليها على وجه التخصيص .وفي كل مدارات فهم هذه الوصية شهادة لليمن وأهلها بموقف القدوة والتأسي عند كل فتنه .. فهم القدوة وموقفهم الحق .. الذي لا مراء فيه ولا ريب ..

** نحن اليمانيون.. من أرضنا هبت نفحات أنفاس الرحمن فوجدها من فني في حب المصطفى والاقتداء به وبنهجه القويم كما وجدها المصطفى حين قال ( إني لأجد نفس الرحمن من قبل اليمن ).

** نحن اليمانيون.. كنا سيوف الفتح وحملة الدعوة والرسالة المحمدية إلى الخلق فبنا فتحت الفتوح و الأمصار وبلغنا تخوم أوربا وبها ممالكنا تشهد لملوكنا الذين نقلوا الحكمة والحضارة والعمران لتلك الأصقاع . فكانوا كحالهم على الدوام سادة وملوكا وفاتحين ..

** نحن اليمانيون.. سمعنا من رسول رب العزة مما آتاه الله من خزائن علمه أن نارا تخرج من عدن ــ و هي بعض مرابعنا ــ قبل قيام الساعة تسوق الناس إلى المحشر تقيل معهم حيث قالوا وتبيت معهم حيث يبيتون . و منه سمعنا أن ريحا طيبة يبعثها الله من قبل اليمن تقبض روح كل مؤمن ومؤمنة على وجه الأرض فلا يبقى إلا شرار الخلق يتهارجون تهارج الحمر الوحشية وعليهم تقوم الساعة .

** نحن اليمانيون.. اقتضت حكمة الحق جل وعلى أن يكون مبتدأ الخلق بنا و يكون بنا انطواؤه فسبحان الله الذي اختصنا بفضله من دون سائر الخلائق وسائر المؤمنين ..

** نحن اليمانيون.. نكون أول المؤمنين الداخلين الى الجنة بعد فقراء المهاجرين والأنصار .. هذا نحن ولا فخر ..

** نحن اليمانيون مفخرة وجود لا يتناهى عزه .. ما اكتسبنا العز ببيضاء أو صفراء أو خضراء من ثروة أو مال وإن كانت الثروة والنعم قد قضت معنا دهورا و أزمانا .. ولا نضب عزنا بفقر و عوز وفاقة وإن تكن قد تتابعت علينا بلاءات الله بها كما يبتلي أحبابه المؤمنين الصابرين المحتسبين .. ولكن عزنا بثباتنا حكاما ومحكومين على الحق ..

** نحن اليمانيون كرام الناس وإن خالفونا يطأطئون هاماتهم تعظيماً وإجلالاً لرسوخنا في الحق وثباتناً عليه رغم تبعاته الثقال علينا حكاما ومحكومين بل وعلى من يوافقنا ومن هواه هوانا من غيرنا ومن يوالينا ومن لا يعادينا ومن لأجل ثباتنا على الحق يكرمنا ويواسينا حتى لو لم يستطع حمل تبعاته مثلنا .. و غير الكرام نتراءى لهم سماء تظلهم فيرفعون رؤوسهم نحوها وحين لا يعجبهم هذا التسامي وهذا الشموخ فينا ومنا والذي تنقطع أعناقهم دون إدراكه و حين يستيئسون من إدراكه نراهم يبصقون في وجه تلك السماء لكن ..لا تبتل ببصقاتهم تلك إلا وجوههم الكالحة .

** نحن اليمانيون لا يزيدنا إنصاف الكرام رغبة في الحق والعدل كما أن لؤم اللئام لا يغرينا بالجور والظلم .. فنحن الراسخون بقيمنا وإيماننا وبثباتنا .. تتزلزل جبال الدنيا ولا نتزلزل ..

** نحن اليمانيون عميت أبصار البعض فودوا أن نكفر كما كفروا فنكون في الكفر سواء .. فلم يظفروا بما ودّوا وعميت أبصار آخرين فودوا أن نجبن في الحق فنكون في صف المنافقين فلم يظفروا ..

** نحن اليمانيون.. علمنا الله أن نجعل الخلائق ثلاثة أصناف .. كافرين فلا ننصرهم ولا نواليهم ومؤمنين فلا نتركهم ولا نعاديهم ومنافقين نجتهد في تعاملنا معهم فنحفظ لهم حرمة بما أظهروا من إسلام ولا نكون معهم في شكهم وريبتهم وتذبذبهم وخشيتهم دوائر السوء .. عليهم دائرة السوء.. وغضب الله عليهم ولعنهم وأعد لهم عذابا عظيما .

** نحن اليمانيون أحفاد تبع وحمير وسبأ ويعرب و قحطان كيف لا نفخر ونجم في سمائنا هو سهيل اليماني كيف لا نفخر وركن من أركان الكعبة المشرفة هو ركن يماني كيف لا نفخر ونحن أول من كسى الكعبة وجرهم منا تلك القبيلة العربية الأصيلة التي نزلت مكة ووجدت سيدنا إسماعيل طفلا رضيعا ومعه أمه واستأذنوها ليستسقوا من ماء زمزم وهذا يدل على رفعة الخلق عندهم منذ فجر التاريخ وعلمنا سيدنا إسماعيل لغة الضاد وتعربت منا الأنساب ذكرنا الله في كتابه العزيز وسورة من سور القرآن هي سبأ نحن اليمانيون الفاتحون حاملي الرسالة منذ فجر الإسلام والسند والهند والأندلس شاهدة على ذلك *** نحن اليمانيون . يعرف فضلنا أولو الفضل من الناس فحيث يممنا في أنحاء أرضنا العربية وممالك الإسلام .. تلقانا أهلها بالود والإكبار وأسمعونا من آيات المحبة والتعظيم أبلغ الأسفار .. وعاملونا بما يعلمون أننا أهلاً له .. يتذكر أولو الفضل أنا أصولهم كعرب ..فيكبرونا إكبار الفروع لأصولهم والأبناء لآبائهم ويتذكرون أنا حملة عقيدتهم كمسلمين فيعترفون لنا بفضل إخراجهم من الظلمات إلى النور .وفوق هذا وذاك فنحن الأنصار .ونحن أهل الحكمة والإيمان ونحن الأرق أفئدة والألين قلوبا والأحسن أخلاقا بين الناس ..فأي خلق غيرنا يبلغ مبلغنا يا كل أولى الألباب .. ؟

وهكذا سنظل نحن اليمانيون -بإذن الله- مهما جار الزمان علينا ومهما تنكر لنا أبناء العمومة ومهما قل مالنا سنظل كما عاش عليه أجدادنا (أولوا قوة وذو بأس شديد).

16‏/06‏/2013

تعايشوا يا أهل اليمن


     مبدأ التعايش والقبول بالطرف الآخر، هذا بالضبط ما يجب القيام بـه من قبل الجميع إنجاحاً للتغيير المنشود لبناء الدولة المدنية الحديثة، خصوصاً مع تنامي الصراعات الحزبية والطائفية والتي تعد سابقة خطيرة لنهاية لا يحمد عقباها قد تؤول إلى حرب استنزاف أو فتنة طائفية إضافة إلى تقسيم البلاد. فالمتتبع لمجريات الأحداث على الساحة اليمنية يجد أن الأمر أصبح عبارة عن فرض رأي جماعة على أخرى، وعدم قبول فئة أو طائفة بغيرها، وتجاوز الأمر ذلك بقيام التحالفات بين أطراف – وبدعم داخلي وخارجي – لتحقيق أهداف ليس على حساب خصومهم فحسب، بل على حساب الوطن ووحدته وهذا ما يجب الوقوف ضده، فلا ينبغي أن يصل التنوع والإختلاف إلى الفرقة والخلاف، كما لا ينبغي تطبيع الصراعات السياسية بالطابع الطائفي من قبل أي حزب أو جماعة تعاني من الهستيريا السياسية أو الفقر السياسي إن صح التعبير.

   والجدير بالذكر، أنه مهما اختلفت الآراء والمكونات من أي ناحية كانت، فالواجب هو تغليب المصلحة الوطنية والحرص على وحدة الصف، وأن يجتمع الجميع تحت هدف ومسمىً واحد وهو حب اليمن، وليحتفظ كل ذي رأي برأيه لنفسه ولجماعته دون أن يضر به الآخرين أو يفرضه عليهم إلا إذا اقتضى ذلك مصلحة الوطن، الأمر الذي يحقق التعايش بسلام للجميع، ولا ننسى أن قدوتنا الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) قد جاور يهودياً مؤذياً وعندما مرض اليهودي، عاده النبي (صلى الله عليه وآله وسلم).

    وخلاصة القول، من لم يستطع القبول والتعايش مع من يخالفه سياسياً أو دينياً فهو مجرد من الإنسانية، ولا يمكن لدولة أن ترتقي وتنهض من كل النواحي إلا بنبذ الفرقة والخلاف، وما ظهرت الصراعات السياسية الحزبية أو الدينية الطائفية في قوم إلا أهلكت اقتصادهم الذي هو أساس بناء ورقي الدولة.

بقلم الباحث:
أ/ ياسر حمود الرضمي

                      لقـراءة المـزيد مــن المــواضيـع يرجــى تصفــح الأرشيــف

03‏/06‏/2013

آيات في فضل الصحابة - رضوان الله عليهم


ذكر الله تعالى في كتابه الكريم العديد من الآيات التي تبين فضل صحابة النبي - صلى الله عليه وسلم – وما قاموا به نصرة لدين الله تعالى، ابتداء من هجر دين آبائهم وما جر ذلك عليهم من عداوة الأقربين، ومن تركهم وهجرتهم لأهلهم وبلادهم وأموالهم وأولادهم ابتغاء رضوان الله تعالى، ومن  وقوفهم مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في قتال المشركين، ومن صبرهم على شظف العيش ومرارة الحياة، ومن إنفاقهم في سبيل الله على قلة ذات أيديهم، كل ذلك سجله القرآن الكريم، ليسجل للأجيال أعظم صورة لجيل الصحابة الكرام في بذلهم وعطائهم وصدقهم وإخلاصهم، فمن الآيات التي وردت في فضل الصحابة وذكر مواقفهم، ما ورد في سورة الأنفال (64) قال الله تعالى: { يا أيها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين } أي: أن الله كافيك وكافي المؤمنين معك شر أعدائهم ومكرهم، وهذه تزكية للصحابة الكرام بأن الله كافيهم وناصرهم على عدوهم.
 وفي سورة الأنفال أيضاً (62)  قال الله تعالى: { هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين } حيث امتن الله على نبيه بنصرته إياه، وبنصر المؤمنين وهم الصحابة له، وهذه منزلة عظيمة أنزلهم الله إياها إذ جعلهم أنصاره وأنصار نبيه - صلى الله عليه وسلم -.

وفي سورة الأنفال (63) قال تعالى: { وألّف بين قلوبهم لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم إنه عزيز حكيم }، وهذه فضيلة عظيمة للصحابة من الأنصار والمهاجرين بأن الله حبب بعضهم لبعض، وجمع قلوبهم على الحق والهدى فأصبحوا من أتباعه وأنصاره .

وفي التوبة (20) يقول الله تعالى: { الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم أعظم درجة عند الله وأولئك هم الفائزون }، وهذا بيان لفضل الصحابة الكرام من المهاجرين، الذين تركوا ديارهم وأموالهم طاعة لله، وابتغاء مرضاته، بأن لهم الدرجات العلى في الآخرة، والمنازل الرفيعة، وأنهم هم الفائزون حقاً .

وفي الأنفال (74) قال سبحانه: { والذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله والذين آووا ونصروا وأولئك هم المؤمنون حقاً لهم مغفرة ورزقٌ كريمٌ }، وفي هذه الآية جمع الله الفضل لفريقي الصحابة، وهم المهاجرون والأنصار، من هاجر، ومن آوى، فشهد لهم بحقيقة الإيمان، ووعدهم بالمغفرة والرزق الواسع.

وفي الأنفال: (75) قال تعالى: { والذين آمنوا من بعد وهاجروا وجاهدوا معكم فأولئك منكم} وهنا تزكية أخرى لمن تخلف عن الهجرة والجهاد، ثم لحق بالصحابة بأنهم منهم في وجوب الولاية والنصرة .

وفي التوبة (88) قال تعالى: { لكن الرسول والذين آمنوا معه جاهدوا بأموالهم وأنفسهم وأولئك لهم الخيرات وأولئك هم المفلحون أعد الله لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ذلك الفوز العظيم }، وهذه تزكية عظيمة للصحابة الكرام حيث جمعهم الله مع نبيه - صلى الله عليه وسلم - في الإيمان والجهاد والثواب في الآخرة والجزاء بالخلود في الجنات .

وفي التوبة (100) قال تعالى: { والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم }، وهذا تفضيل للسابقين من المهاجرين والأنصار في الأجر والثواب، وأن سبقهم لا يقصي من جاء بعدهم، بل هم معهم أيضاً في الرضوان والجنان مع الخلود التام .

وفي الأحزاب (23) قال سبحانه: { من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه } فوصفهم بالصدق، وهذا يشمل الصدق في الإيمان والصدق في مواقف التضحية، وهي شهادة عظيمة للصحابة الكرام بصدق القول والعمل .

وفي الفتح (18) قال تعالى: { لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحاً قريباً } وهذا إعلان رضا من الله سبحانه عن الصحابة الكرام ممن بايع النبي - صلى الله عليه وسلم - بيعة الرضوان، بأنه سبحانه علم صدق قلوبهم، وثباتها على الإيمان فأثابهم على صبرهم، ووعدهم فتح مكة في القريب العاجل.

وفي سورة الفتح أيضاً (29) قال تعالى: { محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجداً يبتغون فضلاً من الله ورضواناً سيماهم في وجوههم من أثر السجود } إلى آخر السورة وهذه فضيلة أخرى سجلها القرآن للصحابة الكرام حيث جمعهم مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في وصفه لهم بأنهم أشداء على الكفار، رحماء بينهم، مواظبين على أداء الصلاة ابتغاء مرضاة الله تعالى، وأن علامة صلاتهم ظاهرة في وجوههم نوراً وبهاءً.

وفي سورة الحشر (8) يقول سبحانه: { للفقراء المهاجرين الذين اخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلاً من الله ورضواناً وينصرون الله ورسوله أولئك هم الصادقون }.
وهذه فضيلة للمهاجرين خاصة بأنهم ما تركوا ديارهم وأموالهم إلا نصرة لله ورسوله، وأنهم صادقون فيما أقدموا عليه وأن الله يثيبهم وينصرهم.

وفي الحشر أيضاً (9) قال تعالى: { والذين تبوؤا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم، ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا، ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة، ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون } وهو وصف عظيم للأنصار ممن آوى الصحابة المهاجرين حباً وكرامة، بأنهم أهل الإيمان، وأهل الفضيلة والإيثار، وأن جزاءهم هو الفلاح في الدنيا بالعيش الكريم، وفي الآخرة النجاة من النار ودخول الجنة والخلود في نعيمها.

وفي سورة التحريم (8) قال تعالى: { يوم لا يخزي الله النبي والذين آمنوا معه نورهم يسعى بين أيديهم وبأيمانهم يقولون ربنا أتمم لنا نورنا واغفر لنا إنك على كل شيء قدير }  وهذا وعد من الله تعالى للنبي - صلى الله عليه وسلم - ومن آمن معه - وهم الصحابة - بالكرامة في الآخرة، وبالشرف التام، والمقام الرفيع، والنور الظاهر .

هذه جملة من الآيات التي تتحدث عن هذا الجيل العظيم ممن نصر النبي - صلى الله عليه وسلم - وآمن به وآزره، ووقف معه في أشد المواقف صعوبة وقسوة، وحافظ على إيمانه في حياته، وبعد مماته، فكان نعم العون في تبليغ الإسلام ونشره ونقله للأجيال اللاحقة دون زيادة أو نقصان.

                  رضــــي اللـــــــــــه عنهـــــــــــم أجمعيــــــــــــن،،

أ/ ياسر الرضمي