16‏/06‏/2013

تعايشوا يا أهل اليمن


     مبدأ التعايش والقبول بالطرف الآخر، هذا بالضبط ما يجب القيام بـه من قبل الجميع إنجاحاً للتغيير المنشود لبناء الدولة المدنية الحديثة، خصوصاً مع تنامي الصراعات الحزبية والطائفية والتي تعد سابقة خطيرة لنهاية لا يحمد عقباها قد تؤول إلى حرب استنزاف أو فتنة طائفية إضافة إلى تقسيم البلاد. فالمتتبع لمجريات الأحداث على الساحة اليمنية يجد أن الأمر أصبح عبارة عن فرض رأي جماعة على أخرى، وعدم قبول فئة أو طائفة بغيرها، وتجاوز الأمر ذلك بقيام التحالفات بين أطراف – وبدعم داخلي وخارجي – لتحقيق أهداف ليس على حساب خصومهم فحسب، بل على حساب الوطن ووحدته وهذا ما يجب الوقوف ضده، فلا ينبغي أن يصل التنوع والإختلاف إلى الفرقة والخلاف، كما لا ينبغي تطبيع الصراعات السياسية بالطابع الطائفي من قبل أي حزب أو جماعة تعاني من الهستيريا السياسية أو الفقر السياسي إن صح التعبير.

   والجدير بالذكر، أنه مهما اختلفت الآراء والمكونات من أي ناحية كانت، فالواجب هو تغليب المصلحة الوطنية والحرص على وحدة الصف، وأن يجتمع الجميع تحت هدف ومسمىً واحد وهو حب اليمن، وليحتفظ كل ذي رأي برأيه لنفسه ولجماعته دون أن يضر به الآخرين أو يفرضه عليهم إلا إذا اقتضى ذلك مصلحة الوطن، الأمر الذي يحقق التعايش بسلام للجميع، ولا ننسى أن قدوتنا الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) قد جاور يهودياً مؤذياً وعندما مرض اليهودي، عاده النبي (صلى الله عليه وآله وسلم).

    وخلاصة القول، من لم يستطع القبول والتعايش مع من يخالفه سياسياً أو دينياً فهو مجرد من الإنسانية، ولا يمكن لدولة أن ترتقي وتنهض من كل النواحي إلا بنبذ الفرقة والخلاف، وما ظهرت الصراعات السياسية الحزبية أو الدينية الطائفية في قوم إلا أهلكت اقتصادهم الذي هو أساس بناء ورقي الدولة.

بقلم الباحث:
أ/ ياسر حمود الرضمي

                      لقـراءة المـزيد مــن المــواضيـع يرجــى تصفــح الأرشيــف