27‏/08‏/2013

الفساد بين المسؤولية الفردية والجماعية


عند الحديث عن اي شكل من أشكال الفساد الذي تقترفه شخصية فإنه يمثل مسؤولية فردية يتحملها الشخص الفاسد مهما كان انتمائه السياسي أو الديني أو القبلي أو الاجتماعي، تحديداً إذا وجد استنكاراً وتنديداً لذلك من قبل الجماعة التي ينتمي إليها هذا الفرد، والسبب هو أن المفسد قد عمل عملاً خارجاً عن إطار معتقدات ومبادئ الجماعة.

فليس من العقل ولا المنطق أن نحكم على جماعة بأسرها بالضلال والفساد بسبب ما يقترفه فرد ينتمي إليها استناداً الى المقولة الخاطئة "الحسنة تخص والسيئة تعم" وإلا لحكمنا على  كل المسلمين بالنفاق لأن المنافقين طالما كانوا موجودين في صفوف المسلمين منذ انطلاق الدعوة الاسلامية بقيادة النبي صلى الله عليه وسلم وهذا أمر لا يصح بدليل قوله تعالى: "كل نفس بما كسبت رهينة"، وقوله جل شأنه: " ولا تزر وازرة وزر أخـرى".

أما عندما يقترف الشخص أي خطأ أو مفسدة وبموافقة وتأييد الجماعة التي ينتمي إليها فإن ذلك لا يعد مسؤولية فردية فحسب، بل مسؤولية جماعية لوجود أطراف مناصرة للشخصية الفاسدة، وهو ما يؤكد عدم خروج المفسد على معتقدات ومبادئ جماعته.

ومن هذا المنطلق، سيتفشى الظلم وأنواع الفساد إضافة إلى المحسوبية والفقر والبطالة، وبالتالي لن تتوانى هذه الثلة الفاسدة في ارتكاب أشكال عدة من الانتهاكات اللفظية والجسدية ضد كل من يناهض فكرها ومساوئها معتمدة في ذلك على سياسة التضليل وتزييف الحقائق لتبرير مساوئها وتلميع صورتها أمام العامة.

بقلم الباحث:
أ/ ياسر الرضمـي

المدونة التعليمية


عزيزي الزائــر

لتصفح العديد من المواضيع التعليمية للغة الإنجليزية
والحصول على ملخصات لكل درس ،
إضافة إلى عدد من المواضيع الثقافية العامة والبرامج..

يرجى الدخول على الرابط التالي:




المدونـــة التعليميــــة




وتقبلوا خالص التحية والتقديـر،،

أ/ ياسر الرضمــي